استراتيجية جديدة لردع خصوم أمريكا

استراتيجية جديدة لردع خصوم أمريكا تهدد الأمن والسلم العالمي

  • استراتيجية جديدة لردع خصوم أمريكا تهدد الأمن والسلم العالمي

افاق قبل 4 سنة

استراتيجية جديدة لردع خصوم أمريكا تهدد الأمن والسلم العالمي

علي ابو حبلة

أمريكا تخرق كل قواعد القانون الدولي وتعتبر نفسها شرطي العالم ويحق لها ما لا يحق لغيرها تغتال وتصنف على لوائح الإرهاب وفق ما يتوافق ومصالحها دون مسائلة أو محاسبة من مرجعية دولية، وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو صرح يوم الاثنين 14/1/2020 أن سليماني قُتل في إطار إستراتيجية أوسع لردع التحديات التي يشكلها خصوم الولايات المتحدة والتي تنطبق أيضا على الصين وروسيا، مما يخفف من التأكيد بأن أكبر جنرال إيراني قُتل لأنه كان يخطط لشن هجمات وشيكة على أهداف أمريكية.

إن الولايات المتحدة الامريكية لا تتورع أن تستخدم كل الوسائل والتدابير اللازمة لتنفيذ خطط الاغتيالات السياسية فهي الدولة المارقة بين دول العالم والتي برعت في تنفيذ العديد من عمليات الاغتيال لبعض زعماء دول العالم وبعض القادة والسياسيين وتعد واقعة اغتيال زعيم المعارضة الكورى كييم كو سنة 1949 والرئيس اليوغسلافي السابق ميلو سيفيتش ورئيس الإكوادور خايمي رودلس ورئيس بنما عمر توريخوس والجنرال نغو دييم رئيس فيتنام الجنوبية وفشل محاولة اغتيال الزعيم والرئيس الكوبي فيدل كاسترو ومن ابرز عمليات الاغتيالات السياسية عملية اغتيال رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو ثم مرورا بمحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر سنة 1957 علاوة على تكرار تلك المحاولات وبالإضافة إلى ذلك محاولة اغتيال الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم سنة 1960 والتي تأكد بما لا يدع مجالا للشك انها نفذت بمعرفة جهاز الاستخبارات الامريكية كما أن محاولة اغتيال الرئيس الفرنسي شارل ديجول سنة 1965 و1966 أيضا أعدت ونفذت بمعرفتهم، كل هذه العمليات القذرة يقف والقائمة تطول خلفها رجال الاستخبارات الأمريكية.

إستراتيجية ردع خصوم أمريكا ليست بالمستجدة وتصريحات بومبيو وهو رئيس سابق للسي أي ايه تؤكد على النهج الأمريكي لبث الرعب والخوف في نفوس خصوم أمريكا، تناقض تصريحات المسؤولين الأمريكيين حول الأسباب التي دفعتهم لاغتيال قاسم سليماني وابومهدي المهندس، حيث لم يشر بومبيو في خطابه بمعهد هوفر بجامعة ستانفورد، إلى خطر الهجمات الوشيكة التي خطط لها سليماني. جاء ذلك ردا على سؤال كرر خلاله تأكيده السابق بأن استباق مثل هذه المؤامرات كان السبب في ضربة أمريكية بطائرة مسيرة في 3 يناير كانون الثاني على ثاني أقوى مسئول في إيران.

 

«استعادة الردع: المثال الإيراني»، على ما أسماه بومبيو إستراتيجية الإدارة لبناء «ردع حقيقي» ضد إيران بعد سياسات الجمهوريين والديمقراطيين السابقة التي شجعت طهران على «النشاط الخبيث». وشمل في تهديداته روسيا والصين.

بموجب العقيدة القانونية الدولية التقليدية للدفاع عن النفس، ينبغي أن يكون المعتدي قد اتخذ خطوات أولية عدوانية بشكل لا لبس فيه قبل يتسنّى للمُستهدَف بعدوان الطرف الأوّل الرد بما يقبله القانون دفاعاً عن النفس. ولكن إذا ارتأت أمريكا تغيير العقيدة القانونية على النحو الذي يأذن لأمريكا بالاستجابة ليس فقط للتهديدات المتصورة، بل لمجرد هواجسها، ثم إلى الشكوك بأن خصومها قد تسيء فهم الدوافع، سيحلّ التخمين أو الأكاذيب الخالصة محلّ الأدلة الراسخة. وخلف ستار تلك الانعكاسات المُشوّهة تكمن عقيدة تفترض الضرورة، ثم تأذن باستخدام غير متناسب للقوة لأغراض «صدمة ومهاجمة» مُهاجِم محتمل كي يخضع للارادة الامريكية مما ينبئ بانتشار ثقافة الرعب وشريعة الغاب والتي تهدد الأمن والسلم العالمي بفعل سياسة العربدة والاغتيالات التي تمارسها أمريكا وإسرائيل بحق من يعارض السياسات الكولونالية. الصهيو امريكية.

التعليقات على خبر: استراتيجية جديدة لردع خصوم أمريكا تهدد الأمن والسلم العالمي

حمل التطبيق الأن